حقيقة العقل وكيفيته وبدو خلقه

منتديات جنة عدن

منتديات جنة عدن

منتديات جنة عدن

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات جنة عدن

منتديات جنة عدن كل ماهوه جديد وحصري

السلام عليك يا ابا عبدالله وعلى الارواح التي حلت بفنائك عليك مني سلام اللهابدا مابقيت وبقي الليل والنهار ولا جعله الله بأخر العهد مني لزيارتكم السلام
على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين.
نرحب بزوار واعضاء منتديات جنة عدن . كل الهلا والمسهلا

    حقيقة العقل وكيفيته وبدو خلقه

    Admin
    Admin

    ياحسين ياحسين : تحياتي للجميع
    اوسمه : عضو ملكي
    الجنس : ذكر
    عدد المساهمات706
    نقاط : 2092
    السٌّمعَة السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 08/08/2013

    حقيقة العقل وكيفيته وبدو خلقه Empty حقيقة العقل وكيفيته وبدو خلقه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد مارس 05, 2023 6:31 pm

    باب 2 حقيقة العقل وكيفيته وبدو خلقه ؛ وفيه 14 حديثاً
    رجوع
    الخط

    1- لي، الأمالي للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْيَرِيِّ عَنِ ابْنِ عِيسَى عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَاقِرِ ع قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ اسْتَنْطَقَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكَ وَ لَا أُكْمِلُكَ إِلَّا فِيمَنْ أُحِبُّ أَمَا إِنِّي إِيَّاكَ آمُرُ وَ إِيَّاكَ أَنْهَى وَ إِيَّاكَ أُثِيبُ.

    سن، المحاسن ابن محبوب‏

    2- ع، علل الشرائع فِي سُؤَالاتِ الشَّامِيِّ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ‏ أَخْبِرْنِي عَنْ أَوَّلِ مَا خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَقَالَ النُّورُ.


    3- سن، المحاسن مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ وُهَيْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْعَقْلَ فَقَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ شَيْئاً أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ لَكَ الثَّوَابُ وَ عَلَيْكَ الْعِقَابُ.

    4- سن، المحاسن السِّنْدِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالا لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ فَقَالَ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحْسَنَ مِنْكَ إِيَّاكَ آمُرُ وَ إِيَّاكَ أَنْهَى وَ إِيَّاكَ أُثِيبُ وَ إِيَّاكَ أُعَاقِبُ.بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏1، ص: 97

    5- سن، المحاسن عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ هِشَامٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع‏ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكَ بِكَ آخُذُ وَ بِكَ أُعْطِي وَ عَلَيْكَ أُثِيبُ.

    6- سن، المحاسن أَبِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ النَّوْفَلِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ فَقَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ فَأَعْطَى اللَّهُ مُحَمَّداً ص تِسْعَةً وَ تِسْعِينَ جُزْءاً ثُمَّ قَسَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ جُزْءاً وَاحِداً.

    7- غو، غوالي اللئالي قَالَ النَّبِيُّ ص‏ أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ نُورِي.

    8- وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ أَنَّهُ ص قَالَ: أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلُ.

    9- وَ رُوِيَ بِطَرِيقٍ آخَرَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا خَلَقَ الْعَقْلَ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ فَقَالَ تَعَالَى وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَكْرَمُ عَلَيَّ مِنْكَ بِكَ أُثِيبُ وَ بِكَ أُعَاقِبُ وَ بِكَ آخُذُ وَ بِكَ أُعْطِي.

    10- ع، علل الشرائع أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ مَعْبَدٍ[1] عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ إِسْحَاقَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع الرَّجُلُ آتِيهِ أُكَلِّمُهُ بِبَعْضِ كَلَامِي فَيَعْرِفُ كُلَّهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ آتِيهِ فَأُكَلِّمُهُ بِالْكَلَامِ فَيَسْتَوْفِي كَلَامِي كُلَّهُ ثُمَّ يَرُدُّهُ عَلَيَّ كَمَا كَلَّمْتُهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ آتِيهِ فَأُكَلِّمُهُ فَيَقُولُ أَعِدْ عَلَيَّ فَقَالَ يَا إِسْحَاقُ أَ وَ مَا تَدْرِي لِمَ هَذَا قُلْتُ لَا قَالَ الَّذِي تُكَلِّمُهُ بِبَعْضِ كَلَامِكَ فَيَعْرِفُ كُلَّهُ فَذَاكَ مَنْ عُجِنَتْ نُطْفَتُهُ بِعَقْلِهِ وَ أَمَّا الَّذِي تُكَلِّمُهُ فَيَسْتَوْفِي كَلَامَكَ ثُمَّ يُجِيبُكَ عَلَى كَلَامِكَ فَذَاكَ الَّذِي رُكِّبَ عَقْلُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ وَ أَمَّا الَّذِي تُكَلِّمُهُ بِالْكَلَامِ فَيَقُولُ أَعِدْ عَلَيَّ فَذَاكَ الَّذِي رُكِّبَ عَقْلُهُ فِيهِ بَعْدَ مَا كَبِرَ فَهُوَ يَقُولُ أَعِدْ عَلَيَّ.

    بيان قوله ثم يرده علي أي أصل الكلام كما سمعه أو يجيب على وفق ما كلمته و الثاني أظهر ثم اعلم أنه يحتمل أن يكون الكلام جاريا على وجه المجاز لبيان اختلاف الأنفس في الاستعدادات الذاتية أي كأنه عجنت نطفته بعقله مثلا و أن يكون المراد

    __________________________
    (1) و في نسخة: عن ابن سعيد.

    بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏1، ص: 98

    أن بعض الناس يستكمل نفسه الناطقة بالعقل و استعداد فهم الأشياء و إدراك الخير و الشر عند كونها نطفة و بعضها عند كونها في البطن و بعضها بعد كبر الشخص و استعمال الحواس و حصول البديهيات و تجربة الأمور و أن يكون المراد الإشارة إلى أن اختلاف المواد البدنية له مدخل في اختلاف العقل و الله يعلم.

    ختص، الإختصاص قَالَ الصَّادِقُ ع‏ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ الْعَقْلَ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ فَقَالَ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَعَزَّ عَلَيَّ مِنْكَ أُؤَيِّدُ مَنْ أَحْبَبْتُهُ بِكَ.

    خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ مِنَ الْعِلْمِ وَ الْقُدْرَةِ وَ النُّورِ[2] وَ الْمَشِيَّةِ بِالْأَمْرِ فَجَعَلَهُ قَائِماً بِالْعِلْمِ دَائِماً فِي الْمَلَكُوتِ.

    13-ع، علل الشرائع ابْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِيسَى عَنِ الْبَزَنْطِيِّ عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ:إِنَّ الْغِلْظَةَ فِي الْكَبِدِ وَ الْحَيَاءَ فِي الرِّيحِ وَ الْعَقْلَ مَسْكَنُهُ الْقَلْبُ.

    بيان أن الغلظة في الكبد أي تنشأ من بعض الأخلاط المتولدة من الكبد كالدم و المرة الصفراء مثلا و الريح كثر استعماله في الأخبار على ما سيأتي في كتاب أحوال الإنسان و يظهر من بعضها أنها المرة السوداء و من بعضها أنها الروح الحيواني و من بعضها أنها أحد أجزاء البدن سوى الأخلاط الأربعة و الأجزاء المعروفة و القلب يطلق على النفس الإنساني لتعلقها أولا بالروح الحيواني المنبعث عن القلب الصنوبري و لذلك‏

    __________________________
    (1) لعل المراد بالنور ظهور الكمالات و الأخلاق السنية و الاعمال الرضية، و بالمشية بالامر اختيار محاسن الأمور، فخلق العقل من هذه الأشياء لعله كناية عن استلزامه لها فكانها مادته و يحتمل ان يكون «من» تعليلية. اى خلقه لتحصيل تلك الأمور، او المعنى انه تعالى لم يخلقه من مادة، بل خلقه من علمه و قدرته و نوريته و مشيته فظهر فيه تلك الآثار من أنوار جلاله، و المراد ان العقل يطلق على الحالة المركبة من تلك الخلال، و اما قيامه بالعلم فظاهر، اذ بترك العلم يسلب العقل.

    و كونه دائما في الملكوت اذ هو دائما متوجه الى الترقى الى الدرجة العليا، و معرض عن شواغل الدنيا، متصل بارواح المقربين في الملاء الأعلى و يتهيأ للعروج الى جنة المأوى. «منه طاب ثراه».

    بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏1، ص: 99

    تعلقها بالقلب أكثر من سائر الأعضاء أو لتقلب أحواله و تفصيل الكلام في هذا الخبر سيأتي في كتاب السماء و العالم.

    14- ع، علل الشرائع بِإِسْنَادِهِ الْعَلَوِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع‏ أَنَّ النَّبِيَّ ص سُئِلَ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْعَقْلَ قَالَ خَلْقُهُ مَلَكٌ لَهُ رُءُوسٌ بِعَدَدِ الْخَلَائِقِ مَنْ خُلِقَ وَ مَنْ يُخْلَقُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ لِكُلِّ رَأْسٍ وَجْهٌ وَ لِكُلِّ آدَمِيٍّ رَأْسٌ مِنْ رُءُوسِ الْعَقْلِ وَ اسْمُ ذَلِكَ الْإِنْسَانِ عَلَى وَجْهِ ذَلِكَ الرَّأْسِ مَكْتُوبٌ وَ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ سِتْرٌ مُلْقًى لَا يُكْشَفُ ذَلِكَ السِّتْرُ مِنْ ذَلِكَ الْوَجْهِ حَتَّى يُولَدَ هَذَا الْمَوْلُودُ وَ يَبْلُغَ حَدَّ الرِّجَالِ أَوْ حَدَّ النِّسَاءِ فَإِذَا بَلَغَ كُشِفَ ذَلِكَ السِّتْرُ فَيَقَعُ فِي قَلْبِ هَذَا الْإِنْسَانِ نُورٌ فَيَفْهَمُ الْفَرِيضَةَ وَ السُّنَّةَ وَ الْجَيِّدَ وَ الرَّدِي‏ءَ أَلَا وَ مَثَلُ الْعَقْلِ فِي الْقَلْبِ كَمَثَلِ السِّرَاجِ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ.

    بسط كلام لتوضيح مرام اعلم أن فهم أخبار أبواب العقل يتوقف على بيان ماهية العقل و اختلاف الآراء و المصطلحات فيه فنقول إن العقل هو تعقل الأشياء و فهمها في أصل اللغة و اصطلح إطلاقه على أمور الأول هو قوة إدراك الخير و الشر و التمييز بينهما و التمكن من معرفة أسباب الأمور و ذوات الأسباب و ما يؤدي إليها و ما يمنع منها و العقل بهذا المعنى مناط التكليف و الثواب و العقاب.

    الثاني ملكة و حالة في النفس تدعو إلى اختيار الخير و النفع و اجتناب الشرور و المضار و بها تقوى النفس على زجر الدواعي الشهوانية و الغضبية و الوساوس الشيطانية و هل هذا هو الكامل من الأول أم هو صفة أخرى و حالة مغايرة للأولى يحتملهما و ما يشاهد في أكثر الناس من حكمهم بخيرية بعض الأمور مع عدم إتيانهم بها و بشرية بعض الأمور مع كونهم مولعين بها يدل على أن هذه الحالة غير العلم بالخير و الشر.

    بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏1، ص: 100

    و الذي‏[3] ظهر لنا من تتبع الأخبار المنتمية إلى الأئمة الأبرار سلام الله عليهم هو أن الله خلق في كل شخص من أشخاص المكلفين قوة و استعداد إدراك الأمور من المضار و المنافع و غيرها على اختلاف كثير بينهم فيها و أقل درجاتها مناط التكليف و بها يتميز عن المجانين و باختلاف درجاتها تتفاوت التكاليف فكلما كانت هذه القوة أكمل كانت التكاليف أشق و أكثر و تكمل هذه القوة في كل شخص بحسب استعداده بالعلم و العمل فكلما سعى في تحصيل ما ينفعه من العلوم الحقة و عمل بها تقوى تلك القوة ثم العلوم تتفاوت في مراتب النقص و الكمال و كلما ازدادت قوة تكثر آثارها و تحث صاحبها بحسب قوتها على العمل بها فأكثر الناس علمهم بالمبدأ و المعاد و سائر أركان الإيمان علم تصوري يسمونه تصديقا و في بعضهم تصديق ظني و في بعضهم تصديق اضطراري فلذا لا يعملون بما يدعون فإذا كمل العلم و بلغ درجة اليقين يظهر آثاره على صاحبه كل حين و سيأتي تمام تحقيق ذلك في كتاب الإيمان و الكفر إن شاء الله تعالى.

    الثالث القوة التي يستعملها الناس في نظام أمور معاشهم فإن وافقت قانون الشرع و استعملت فيما استحسنه الشارع تسمى بعقل المعاش و هو ممدوح في الأخبار و مغايرته لما قد مر بنوع من الاعتبار و إذا استعملت في الأمور الباطلة و الحيل الفاسدة تسمى بالنكراء و الشيطنة في لسان الشرع و منهم من أثبت لذلك قوة أخرى و هو غير معلوم.

    __________________________
    (1) الذي يذكره رحمه اللّه من معاني العقل بدعوى كونها مصطلحات معاني العقل لا ينطبق الا على ما اصطلح عليه أهل البحث، و لا ما يراه عامة الناس من غيرهم على ما لا يخفى على الخبير الوارد في هذه الأبحاث، و الذي اوقعه فيما وقع فيه امران: احدهما سوء الظنّ بالباحثين في المعارف العقليّة من طريق العقل و البرهان. و ثانيهما: الطريق الذي سلكه في فهم معاني الأخبار حيث اخذ الجميع في مرتبة واحدة من البيان و هي التي ينالها عامة الافهام و هي المنزلة التي نزل فيها معظم الاخبار المجيبة لاسئلة أكثر السائلين عنهم عليهم السلام، مع ان في الاخبار غررا تشير الى حقائق لا ينالها الا الافهام العالية و العقول الخالصة، فاوجب ذلك اختلاط المعارف الفائضة عنهم عليهم السلام و فساد البيانات العالية بنزولها منزلة ليست هي منزلتها، و فساد البيانات الساذجة أيضا لفقدها تميزها و تعينها، فما كل سائل من الرواة في سطح واحد من الفهم، و ما كلّ حقيقة في سطح واحد من الدقة و اللطافة: و الكتاب و السنة مشحونان بان معارف الدين ذوات مراتب مختلفة، و ان لكلّ مرتبة اهلا، و ان في الغاء المراتب هلاك المعارف الحقيقية. ط.

    بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏1، ص: 101

    الرابع مراتب استعداد النفس لتحصيل النظريات و قربها و بعدها عن ذلك و أثبتوا لها مراتب أربعة سموها بالعقل الهيولاني و العقل بالملكة و العقل بالفعل و العقل المستفاد و قد تطلق هذه الأسامي على النفس في تلك المراتب و تفصيلها مذكور في محالها و يرجع إلى ما ذكرنا أولا فإن الظاهر أنها قوة واحدة تختلف أسماؤها بحسب متعلقاتها و ما تستعمل فيه.

    الخامس النفس الناطقة الإنسانية التي بها يتميز عن سائر البهائم.

    السادس ما ذهب إليه الفلاسفة و أثبتوه بزعمهم من جوهر مجرد قديم لا تعلق له بالمادة ذاتا و لا فعلا و القول به كما ذكروه مستلزم لإنكار كثير من ضروريات الدين من حدوث العالم و غيره مما لا يسع المقام ذكره و بعض المنتحلين منهم للإسلام أثبتوا عقولا حادثة و هي أيضا على ما أثبتوها مستلزمة لإنكار كثير من الأصول المقررة الإسلامية مع أنه لا يظهر من الأخبار وجود مجرد سوى الله تعالى.

    و قال بعض محققيهم إن نسبة العقل العاشر الذي يسمونه بالعقل الفعال إلى النفس كنسبة النفس إلى البدن فكما أن النفس صورة للبدن و البدن مادتها فكذلك العقل صورة للنفس و النفس مادته و هو مشرق عليها و علومها مقتبسة منه و يكمل هذا الارتباط إلى حد تطالع العلوم فيه و تتصل به و ليس لهم على هذه الأمور دليل إلا مموهات شبهات أو خيالات غريبة زينوها بلطائف عبارات.

    فإذا عرفت ما مهدنا فاعلم أن الأخبار الواردة في هذه الأبواب أكثرها ظاهرة في المعنيين الأولين الذين مآلهما إلى واحد و في الثاني منهما أكثر و أظهر و بعض الأخبار يحتمل بعض المعاني الأخرى و في بعض الأخبار يطلق العقل على نفس العلم النافع المورث للنجاة المستلزم لحصول السعادات.

    فأما أخبار استنطاق العقل و إقباله و إدباره فيمكن حملها على أحد المعاني الأربعة المذكورة أولا أو ما يشملها جميعا و حينئذ يحتمل أن يكون الخلق بمعنى التقدير كما ورد في اللغة أو يكون المراد بالخلق الخلق في النفس و اتصاف النفس بها و يكون سائر ما ذكر فيها من الاستنطاق و الإقبال و الإدبار و غيرها استعارة تمثيليه لبيان‏

    بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏1، ص: 102

    أن مدار التكاليف و الكمالات و الترقيات على العقل و يحتمل أن يكون المراد بالاستنطاق جعله قابلا لأن يدرك به العلوم و يكون الأمر بالإقبال و الإدبار أمرا تكوينيا يجعله قابلا لكونه وسيلة لتحصيل الدنيا و الآخرة و السعادة و الشقاوة معا و آلة للاستعمال في تعرف حقائق الأمور و التفكر في دقائق الحيل أيضا.

    و في بعض الأخبار بك آمر و بك أنهى و بك أعاقب و بك أثيب.

    و هو منطبق على هذا المعنى لأن أقل درجاته مناط صحة أصل التكليف و كل درجة من درجاته مناط صحة بعض التكاليف و في بعض الأخبار إياك مكان بك في كل مواضع و في بعضها في بعضها فالمراد المبالغة في اشتراط التكليف به فكأنه هو المكلف حقيقة و ما في بعض الأخبار من أنه أول خلق من الروحانيين فيحتمل أن يكون المراد أول مقدر من الصفات المتعلقة بالروح أو أول غريزة يطبع عليها النفس و تودع فيها أو يكون أوليته باعتبار أولية ما يتعلق به من النفوس و أما إذا احتملت على المعنى الخامس فيحتمل أن يكون أيضا على التمثيل كما مر و كونها مخلوقة ظاهر و كونها أول مخلوق إما باعتبار أن النفوس خلقت قبل الأجساد كما ورد في الأخبار المستفيضة فيحتمل أن يكون خلق الأرواح مقدما على خلق جميع المخلوقات غيرها لكن خبر أول ما خلق الله العقل ما وجدته في الأخبار المعتبرة و إنما هو مأخوذ من أخبار العامة و ظاهر أكثر أخبارنا أن أول المخلوقات الماء أو الهواء كما سيأتي في كتاب السماء و العالم نعم ورد في أخبارنا أن العقل أول خلق من الروحانيين و هو لا ينافي تقدم خلق بعض الأجسام على خلقه و حينئذ فالمراد بإقبالها بناء على ما ذهب إليه جماعة من تجرد النفس إقبالها إلى عالم المجردات و بإدبارها تعلقها بالبدن و الماديات أو المراد بإقبالها إقبالها إلى المقامات العالية و الدرجات الرفيعة و بإدبارها هبوطها عن تلك المقامات و توجهها إلى تحصيل الأمور الدنية الدنيوية و تشبهها بالبهائم و الحيوانات فعلى ما ذكرنا من التمثيل يكون الغرض بيان أن لها هذه الاستعدادات المختلفة و هذه الشئون المتباعدة و إن لم نحمل على التمثيل يمكن أن يكون الاستنطاق حقيقيا و أن يكون كناية عن جعلها مدركة للكليات و كذا الأمر بالإقبال و الإدبار

    بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏1، ص: 103

    يمكن أن يكون حقيقيا لظهور انقيادها لما يريده تعالى منها و أن يكون أمرا تكوينيا لتكون قابلة للأمرين أي الصعود إلى الكمال و القرب و الوصال و الهبوط إلى النقص و ما يوجب الوبال أو لتكون في درجة متوسطة من التجرد لتعلقها بالماديات لكن تجرد النفس لم يثبت لنا من الأخبار بل الظاهر منها ماديتها كما سنبين فيما بعد إن شاء الله تعالى.

    و أما المعنى السادس فلو قال أحد بجوهر مجرد لا يقول بقدمه و لا يتوقف تأثير الواجب في الممكنات عليه و لا بتأثيره في خلق الأشياء و يسميه العقل و يجعل بعض تلك الأخبار منطبقا على ما سماه عقلا فيمكنه أن يقول إن إقباله عبارة عن توجهه إلى المبدأ و إدباره عبارة عن توجهه إلى النفوس لإشراقه عليها و استكمالها به.

    فإذا عرفت ذلك فاستمع لما يتلى عليك من الحق الحقيق بالبيان و بأن لا يبالي بما يشمئز عنه من نواقص الأذهان.

    فاعلم أن أكثر ما أثبتوه لهذه العقول قد ثبت لأرواح النبي و الأئمة ع في أخبارنا المتواترة على وجه آخر فإنهم أثبتوا القدم للعقل و قد ثبت التقدم في الخلق لأرواحهم إما على جميع المخلوقات أو على سائر الروحانيين في أخبار متواترة و أيضا أثبتوا لها التوسط في الإيجاد أو الاشتراط في التأثير و قد ثبت في الأخبار كونهم ع علة غائية لجميع المخلوقات و أنه لولاهم لما خلق الله الأفلاك و غيرها و أثبتوا لها كونها وسائط في إفاضة العلوم و المعارف على النفوس و الأرواح و قد ثبت في الأخبار أن جميع العلوم و الحقائق و المعارف بتوسطهم تفيض على سائر الخلق حتى الملائكة و الأنبياء.

    و الحاصل أنه قد ثبت بالأخبار المستفيضة أنهم ع الوسائل بين الخلق و بين الحق في إفاضة جميع الرحمات و العلوم و الكمالات على جميع الخلق فكلما يكون التوسل بهم و الإذعان بفضلهم أكثر كان فيضان الكمالات من الله أكثر و لما سلكوا سبيل الرياضات و التفكرات مستبدين بآراءهم على غير قانون الشريعة المقدسة ظهرت عليهم حقيقة هذا الأمر ملبسا مشتبها فأخطئوا في ذلك و أثبتوا عقولا و تكلموا في‏

    بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏1، ص: 104

    ذلك فضولا[4] فعلى قياس ما قالوا يمكن أن يكون المراد بالعقل نور النبي ص الذي انشعبت منه أنوار الأئمة ع و استنطاقه على الحقيقة أو بجعله محلا للمعارف الغير المتناهية و المراد بالأمر بالإقبال ترقيه على مراتب الكمال و جذبه إلى أعلى مقام القرب و الوصال و بإدباره إما إنزاله إلى البدن أو الأمر بتكميل الخلق بعد غاية الكمال فإنه يلزمه التنزل عن غاية مراتب القرب بسبب معاشرة الخلق و يومئ إليه قوله تعالى‏ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا[5] و قد بسطنا الكلام في ذلك في الفوائد الطريفة و يحتمل أن يكون المراد بالإقبال الإقبال إلى الخلق و بالإدبار الرجوع إلى عالم القدس بعد إتمام التبليغ و يؤيده ما في بعض الأخبار من تقديم الإدبار على الإقبال و على التقادير فالمراد بقوله تعالى و لا أكلمك يمكن أن يكون المراد و لا أكمل محبتك و الارتباط بك و كونك واسطة بينه و بيني إلا فيمن أحبه أو يكون الخطاب مع روحهم و نورهم ع و المراد بالإكمال إكماله في أبدانهم الشريفة أي هذا النور بعد تشعبه بأي بدن تعلق و كمل فيه يكون ذلك الشخص أحب الخلق إلى الله تعالى و قوله إياك‏

    __________________________
    (1) بل لانهم تحققوا أولا أن الظواهر الدينية تتوقف في حجيتها على البرهان الذي يقيمه العقل، و العقل في ركونه و اطمينانه إلى المقدمات البرهانية لا يفرق بين مقدّمة و مقدّمة، فإذا قام برهان على شي‏ء اضطر العقل إلى قبوله، و ثانيا أن الظواهر الدينية متوقفة على ظهور اللفظ، و هو دليل ظنى، و الظنّ لا يقاوم العلم الحاصل بالبرهان لو قام على شي‏ء. و أمّا الاخذ بالبراهين في أصول الدين ثمّ عزل العقل في ما ورد فيه آحاد الاخبار من المعارف العقليّة فليس الا من قبيل إبطال المقدّمة بالنتيجة التي تستنتج منها، و هو صريح التناقض- و اللّه الهادى- فان هذه الظواهر الدينية لو أبطلت حكم العقل لابطلت أولا حكم نفسها المستند في حجيته الى حكم العقل و طريق الاحتياط الدينى لمن لم يتثبت في الأبحاث العميقة العقليّة أن يتعلق بظاهر الكتاب و ظواهر الاخبار المستفيضة و يرجع علم حقائقها إلى اللّه عزّ اسمه، و يجتنب الورود في الأبحاث العميقة العقليّة إثباتا و نفيا اما اثباتا فلكونه مظنة الضلال، و فيه تعرض للهلاك الدائم، و أمّا نفيا فلما فيه من و بال القول بغير علم و الانتصار للدين بما لا يرضى به اللّه سبحانه، و الابتلاء بالمناقضة في النظر.

    و اعتبر في ذلك بما ابتلى به المؤلّف رحمه اللّه فانه لم يطعن في آراء أهل النظر في مباحث المبدأ و المعاد بشي‏ء إلّا ابتلى بالقول به بعينه أو بأشد منه كما سنشير إليه في موارده، و أول ذلك ما في هذه المسألة فانه طعن فيها على الحكماء في قولهم بالمجردات ثمّ أثبت جميع خواص التجرد على أنوار النبيّ و الأئمّة عليهم السلام، و لم يتنبه أنّه لو استحال وجود موجود مجرد غير اللّه سبحانه لم يتغير حكم استحالته بتغيير اسمه، و تسمية ما يسمونه عقلا بالنور و الطينة و نحوهما. ط.

    (2) الطلاق: 11.

    بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏1، ص: 105

    آمر التخصيص إما لكونهم صلوات الله عليهم مكلفين بما لم يكلف به غيرهم و يتأتى منهم من حق عبادته تعالى ما لا يتأتى من غيرهم أو لاشتراط صحة أعمال العباد بولايتهم و الإقرار بفضلهم بنحو ما مر من التجوز و بهذا التحقيق يمكن الجمع بين‏

    ما روي عن النبي ص‏ أول ما خلق الله نوري.

    و بين‏

    ما روي‏ أول ما خلق الله العقل.

    و ما روي‏ أول ما خلق الله النور.

    إن صحت أسانيدها و تحقيق هذا الكلام على ما ينبغي يحتاج إلى نوع من البسط و الإطناب و لو وفينا حقه لكنا أخلفنا ما وعدناه في صدر الكتاب.

    و أما الخبر الأخير فهو من غوامض الأخبار و الظاهر أن الكلام فيه مسوق على نحو الرموز و الأسرار و يحتمل أن يكون كناية عن تعلقه بكل مكلف و إن لذلك التعلق وقتا خاصا و قبل ذلك الوقت موانع عن تعلق العقل من الأغشية الظلمانية و الكدورات الهيولانية كستر مسدول على وجه العقل و يمكن حمله على ظاهر حقيقته على بعض الاحتمالات السالفة و قوله خلقه ملك لعله بالإضافة أي خلقته كخلقة الملائكة في لطافته و روحانيته و يحتمل أن يكون خلقه مضافا إلى الضمير مبتدأ و ملك خبره أي خلقته خلقة ملك أو هو ملك حقيقة و الله يعلم.

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 11, 2024 10:24 pm